About Me

header ads

نظريات القيادة 3:القيادة المشتركة

                           نظريات القيادة 3:القيادة المشتركة



ظل مفهوم القيادة منحصراً حول  تأثير شخص واحد على مجموعة من الأشخاص وكرس هذا المفهوم أغلب نظريات القيادة إلا أن ظهر مفهوم جديد للقيادة أحدث ثورة وتحولاً جذرياً في فهمنا للقيادة هذا المفهوم هو القيادة المشتركة وهو مايسمى باللغة الإنجليزية Shared Leadership .
هذا المفهوم ينطلق من فكرة أساسية وهي أن الثأثير والقوة مشتركة بين أعضاء فريق العمل الواحد دون أن تكون فقط بيد شخص واحد. بعبارة أخرى أن القيادة هي عملية جماعية وليست فردية. ومن ناحية تاريخية فقد ظهرهذا المفهوم في نهاية التسعينات الميلادية وبداية القرن الحادي والعشرين.
وقد عُرّفت القيادة المشتركة بأنها “عملية تفاعلية بين مجموعة من الأفراد يشتركون فيما بينهم في القوة والنفوذ ويقودون بعضهم البعض لتحقيق أهداف المجموعة والمنظمة التي يعملون بها”(كونقروبيريز 2003). وفي تعريف آخر ذكره كوكولوسكي  (2010) وهو بأن القيادة المشتركة هي صفة حديثة يتصف بها أعضاء فرق العمل الذين يشتركون في النفوذ ويمارسون القيادة فيما بينهم من أجل تحقيق أهداف المنظمة.
ولعل من الأسباب التي أدت إلى نشوء هذا النظرية هو ما ذكره بعض الباحثين من أن التحديات المختلفة التي تواجه قادة المنظمات تجعل من الصعوبة بمكان وجود جميع المهارات والكفاءات والقدرات المطلوبة لقيادة منظمة بشكل فعال لدى شخص واحد. لذلك الحل هو في القيادة المشتركة. هذه النظرية تتبنى مفهوماً حديثاً للقيادة بإعتباره سلوكاً يمارس على مستوى متوازي وأفقي بين أعضاء الفريق الذين هم في نفس المستوى الوظيفي بدلاً من المفهوم السائد وهو القيادة الرأسية والعمودية من شخص واحد تجاه مرؤوسيه.
السؤال المهم هنا هو هل الأدوار التي يقوم بها القائد يمكن توزيعها والمشاركة فيها  بين أعضاء الفريق؟ الإجابة على هذا السؤال تبين ما إذا كان القيادة يمكن أن تكون مشتركة أو يجب أن تكون فردية. ولتوضيح مدى مصداقية وفعالية هذه النظرية فقد أجريت مجموعة من الدراسات حول مدى تأثير مفهوم القيادة المشتركة على أداء فرق العمل ففي عام 2010 قام العالمان ميوثيل وهيوقيل بدراسة حول هذا الموضوع وقد وجدوا بأن القيادة المشتركة أدت إلى زيادة في أداء وعطاء فريق العمل وكان ذلك لعدة أسباب منها:
أولاً ان القيادة المشتركة تجعل طبيعة العمل مرنة وتسهل اتخاذ القرارت التي يقوم بها أي عضو للفريق بدلاً من طلب موافقة  قائد الفريق كما في قيادة الرأسية.
ثانياً: أن السلوكيات التي يقوم بها الفريق ذو القيادة المشنركة تجعلهم يتعاونوا ويدعموا بعضهم البعض لأن النجاح في القيادة المشتركة لجميع أعضاء الفريق بدلأ أن يتم توجيه النجاح فقط لقائد الفريق كما في القيادة الرأسية.
ومن أحدث الدراسات العلمية المنشورة مؤخراً التي قام بها وانج وزملاءه الباحثين(2014) الذين اكتشفوا أن القيادة المشتركة تزيد من فعالية فريق العمل خاصةً إذا كانت طبيعة العمل معقدة أي أنها تتطلب مستوى عالي من المعرفة والإبداع بين أعضاء الفريق وسبب ذلك أن العمل الذي يتطلب معرفة عالية يجعل أعضاء الفريق بحاجة إلى بعضهم البعض للحصول على المعرفة وهو ما يمكن تحقيقه من خلال القيادة المشتركة.
وحتى تتحقق القيادة المشتركة لا بد من توفر ثلاثة أبعاد رئيسية  ذكرها كارسون وزملاؤه( 2007) من خلال دراستهم العميقىة لهذه النظرية وهي :
الهدف المشترك : عندما يكون غاية فريق العمل واحدة وفهمهم لهذه الغاية مشترك فإنهم يتفاهمون ويتعاونون فيما بينهم للوصول لهذا الهدف
الدعم الإجتماعي: ويقصد هنا دعم أعضاء الفريق بعضهم البعض عاطفياً ونفسياً وهذا يحدث من خلال التحفيز والتقدير الذاتي لإنجاز كل عضو في الفريق
مساهمة الأعضاء: مدى مشاركة كل أعضاء الفريق ومساهمتهم لتحقيق الهدف المشترك بينهم.
بالرغم أن مفهوم القيادة المشتركة عزز وأعطى قدراً عالياً من الأهمية لأتباع القائد ليصبحوا في نفس مستواه التنظيمي ويمتلكون نفس القوة في اتخاذ القرارات والمسؤولية مشتركة فيما بينهم,إلا أنه وجهت مجموعة من الإنتقادات لمفهوم القيادة المشتركة ومنها: أنه يصعب تطبيقها لأنها تتطلب أن يكون كل عضو في فريق العمل ذو كفاءة عالية  وأن تكون قدرات الأعضاء شبه متقاربة وهذا ما يصعب تواجده في فريق عمل ما. وأيضاً تم انتقادها بأن الموروث الثقافي في بيئات ودول كثيرة يحتم على أن تكون المسؤولية والقوة في يد قائد الفريق بدلاً من أن تتوزع بين الأعضاء لذلك  يصعب تطبيقها في هذه الثقافات ومن السلبيات التي وجهت للقيادة المشتركة هو أن الواقع العملي في المنظمات  خاصة في القطاع العام يتطلب وجود قائد واحد تكون المسؤولية بين يديه فيما يتعلق بالتوقيعات الرسمية مثل الشيكات والخطابات الرسمية وهو ما تطلبه السياسات والقوانين والأنظمة من مركزية ما يجعل تطبيق القيادة المشتركة غير واقعية وأمراً صعبا.
أخيراً يجب الذكر بأن دراسات وأبحاث وكتب القيادة يوجد بها بعض المصطلحات المشابهة للقيادة المشتركة مثل القيادة الموزعة Distributed Leadership   والقيادة الجماعية  Collective leadership وقيادة الفريق Team Leadership  وهي غالباً ما تتحدث عن نفس المفاهيم والأسس  لمفهوم القيادة المشتركة وقد ذكر  كولينسون (2008) أن الفروق وتعريف كل مفهوم من المصطلحات السابقة لا يزال مفتوحة للنقاش وأنه في الوقت الحالي هناك بعض الإرتباك والغموض بين هذه المصطلحات

إرسال تعليق

0 تعليقات