About Me

header ads

ألإدارة و مقومات القيادة

ألإدارة و مقومات القيادة


لا شك أن تعريف مفهوم "القيادة" استوقف العديد من الباحثين والمتخصصين حيث لا يوجد تعريف واضح ودقيق كما لا توجد وصفة سحرية للقيادة؛ إلا أنهم اتفقوا في النهاية على أن القيادة " فن، وصنعة، وبراعة، وموهبة ", فبعض الناس يولدون قادة , و بعضهم الآخر يتعلمون القيادة , و هناك فئة من الناس لا يمكن أن يملكوا زمامها , وهناك أناس لا يستطيعون حتى مجرد التفكير في أن يصبحوا يومًا ما قادة . فالقيادة بمفهومها البسيط هي "عملية تحريك مجموعة من الناس باتجاه محدد و مخطط وذلك بحثهم على العمل باختيارهم " ، و القيادة الناجحة تحرك الناس في الاتجاه الذي يحقق مصالحهم على المدى البعيد , ومهما كان الأمر؛ فإن الوسائل و الغايات يجب أن تقوم لخدمة المصالح الكبرى للناس المعنيين واقعاً على المستوى البعيد .
و القائد هو الذي يُنتظر منه ممارسة التأثير في تحديد أهداف المنظمة أو المؤسسة و بلورتها و تحقيقها ، و القائد الأمين هو الذي يتقدم الصفوف , و ليس الشخص الذي يناور ليتصدر الناس .
إلا أنك تجد الكثير ممن ابتلوا بالإدارة وشؤونها لا يعرفون الكثير عن مقومات التوجه النفسي الصحيح لمسار أعمالهم في منظومة التعامل مع من يشاركونهم العمل في أي مجال من مجالات الخدمة المنتجة , ومن هنا نجد الغموض المشوب بضبابية طمس الحقيقة الواضحة في الإداري الفطن، وذلك لقلة الإلمام بالأسس الواضحة في عملية الإدارة بشكل عام والنفسية بشكل خاص ... كل هذا حدا بنا إلى التركيز على الحالة النفسية للقيادي الناجح ودور العوامل النفسية في التأثير على قراراته .

ألشخصية المتوازنة

ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة،اجتناب ما يسبب نفرة الناس، فإنه وإن كانت النفرة لأسباب تافهة، تكون مضرة بالإدارة والمدير, ومما يسبب النفرة أبواب كثيرة، نذكر منها جملة: إخلاف الوعد، وإظهار الاستبداد، والاعتزاز بالنفس وبالعمل، والإتيان بما لا يليق عند الناس كالضحك بصوت عال والمزاح،  وتنقيص الناس حقهم والمجادلة، والتكلم بما لا يصدقه الناس والكذب، والإتيان بالأمور المنكرة شرعًا أو عقلاً أو عرفًا...إلى غيرها من الأمور الكثيرة المنفرة..

الصمود النفسي

يؤكد الكثيرون أن القيادي لابد أن يكون أكثر الموجدين داخل المؤسسة قدرة على التحمل النفسي ومواجهة الضغوط المحيطة به لكي لا تؤثر على قرارته التي تمثل مصير المؤسسة؛ لذا كان من الأمور المهمة لحسن الإدارة ( الصمود أمام الكوارث) فإن الإدارة بطبيعتها معرضة للهزات، وكلما كانت الإدارة أوسع، كانت الهزات أكثر وأعنف . 
فمن المديرين من لا يعد العدة للكوارث؛ فإذا أصيب بشيء منها، انسحب وهذا فشل، بل على المدير
أولاً: أن يعد العدة سلفًا للكوارث المحتملة حتى إذا نزلت الكارثة، كان مهيأً للتخفيف من حدتها، ثم محو آثارها بكل سرعة. 
وثانيًا: أن يعد القوة النفسية أمام الكوارث حين نزولها، حتى لا يتضعضع ولا ينهزم نفسيًّا أمام الكارثة، فإن الصمود النفسي مما يخفف وقع الكارثة. 
يقول علماء النفس: إن الصدمة التي يتلقاها الإنسان أمام الكوارث أشد إيلامًا من الصدمة ذاتها. 
والإنسان إذا استعد لتلقي الصدمات المحتملة، ثم وردت الصدمة عليه خفف الاستعداد من الجزء الأكبر منها، والجزء الباقي يتلاشى بمضي الزمان، وإلا انهار نفسيًّا وإداريًّا بما لا يرجى القيام منه. ضبط النفس
ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ضبط النفس عن الانخداع ، و الانخداع على أقسام: 
الأول: الانخداع بالجانب المبهرج من الحياة؛ فإن النفس ميالة إلى الراحة وحسن السمعة... وما أشبه، والحياة تأبى إلا العمل الجدي المستمر الصامت بكل هدوء، و كثيرًا ما يرى انخداع المدير بالجانب المبهرج، فيميل إلى الراحة أو يغتر بحسن السمعة؛ فيكسل في العمل وضبط الإدارة، ويترك العمل الجاد المستمر، وبذلك تضعف إدارته، وينقلب وبالاً على الحياة، بعد أن كان محفزًا للحياة ودافعًا لها إلى الأمام. 
والمديرون الذين يبتلون بهذا الانخداع، يوجب ذلك انحطاط مستوى الإدارة، فالتقدم أوله الحزم وعدم الانخداع، والتأخر أوله الكسل والغرور بالجانب المبهرج . 
الثاني: الانخداع بالمدح.. فكثيرًا ما يميل الإنسان إلى الكسل، إذا وجد مادحين له، أو إلى الانحراف إذا وجد من يمدح طريقته .
الثالث: الانخداع بالذم؛ ففي كثير من الأحيان يترك الإنسان الطريقة المثلى خوفًا من الذم، وتهربًا من الازدراء . 
الرابع: الانخداع بالتحريض؛ فكثير من الناس يلقون أنفسهم في المهالك بتحريض محرض وتشجيع مشجع وإغراء مغر، وهم يعلمون ضرر ذلك، لكن التحريض يثير أعصابهم . 
وكل هذه الأقسام من الانخداع مما تضر بالإدارة وتوجب الانحطاط وذهاب السمعة وأخيرًا الفشل والانهيار..، وإليه أشار الله تعالى في كتابه ( أخذته العزة بالإثم ). 

تجنب الاستفزاز

الإداري الناجح هو الذي يفعل ما يريد بدون استفزاز؛ فإن الغالب أن المديرين لهم شركاء عمل ولو كانوا في مستوى أدنى، وتكون الكلمة للمدير أخيرًا. 
فإن ظهر الرأي للمدير، كان لا بد وأن يكون هناك مخالف أو أكثر لهذا الرأي مما يجعل المدير يواجه الأمر بعنف واستفزاز، وهذا خطأ موجب للعداوة وفشل الإدارة، فالمدير الناجح عليه الإقناع بكل لطف ولين، وهذا من أسباب نجاح الإدارة وولاء الملتفين حولها. 

قليل من المرح يحقق النتائج 

من الأخطاء الشائعة لدى كثير من القادة أنه لابد وأن يكونوا متجهمي الوجه لكي يكونوا قادة ناجحين , إلا أن هذا غير صحيح؛ فقليل من المرح يساعدك والمحيطين بك لإنجاز المهام في جوًّ من الارتياح ، فعلى القائد أن يكون مرحاً، فالمرح يخلق مناخاً نفسيًّا مشحوناً بالسرور والغبطة والارتياح، ومثل هذا النموذج الصحي يطلق القدرات العقلية للتعلم بسهولة ويسر، فالانشراح يهيئ الطاقات العقلية للامتلاء والتمدد ، بخلاف مناخ الكآبة والحزن أو التشاؤم الذي يعلم دروساً متشنجة عن الحياة. 
فالإنسان المرح ودود وذكي ، وهو الإنسان المنفتح على العالم والحياة، فهو يرغب بأداء دور أفضل، كما يرغب بأن يسعد الآخرين، ووسيلته في كل ذلك هي الإقلاع عن الكآبة في سلوكه النفسي، والتخلي عن فلسفة البعد الواحد في سلوكه العقلي
فالمرح لا يعني الابتسامة أو الضحك ، فهذه آليات قد يلجأ إليها الجميع، مرحون أو غير فرحين، إنما المرح فلسفة ذاتية تنطلق من إيمان الفرد بأنه يمتلك صحة عقلية جيدة، ونظرة متفائلة للحياة ويرسم خطة مستقبلية بنفسه ولنفسه ولعمله. 

السكوت ينفع أحيانًا

من الأمور المهمة لدى القيادي الناجح أن لا ينجرف نحو انفعالاته ويتحدث كثيرًا عن إنجازه المهام المنوطة به , حيث يرى كثير من الباحثين أن الصمت ينفع أحيانًا لتحقيق الأهداف فإن النتائج تترتب على الأعمال لا على الأقوال، والقول في غير موضعه كثيراً ما يسبب الفشل.
 والسكوت إنما المراد منة إن يكون عن الانتقاد؛ فلا يفتح الإنسان فاه بانتقاد إنسان آخر  بما يتعلق بالعمل أو غير المتعلق به, فإن انتقاد الإنسان بالعمل وإن كان على حق يثيره, مما يسبب التقليل من نشاطه, أو قيامه ضد المنتقد وخلق الكراهية, فيؤثر كلام ذلك المنتقد في أعصاب ونفسية هذا المنتَقد وينقص منه, وكلا الأمرين يرجع لضعف الشخصية مما يؤدي إلى اضطراب بالعمل, وخلق المشاكل. 

إرسال تعليق

0 تعليقات