About Me

header ads

كيف تجعل شهر رمضان نقطة انطلاق لتغييرات طويلة الأمد؟



خلال شهر رمضان هناك فئة لا بأس بها من المسلمين حول العالم التي تبدل حياتها نحو الأفضل.
فالشهر هذا فرصة لإحداث تغييرات جذرية على كل الأصعدة، البدنية والنفسية والدينية والاجتماعية وحتى المهنية، والغالبية تتمسك بهذه الفرصة وتستغلها إلى أقصى حد، وبالتالي ترضي الله وتستفيد من التسهيلات التي يوفرها هذا الشهر؛ من أجل التحول إلى أفضل نسخة ممكنة عن النفس. 
البعض وللأسف تتوقف الرحلة نحو الأفضل عندهم بحلول عيد الفطر، وبالتالي كل الجهود التي تم وضعها في رمضان تكون مؤقتة. ولكن المحافظة على التغييرات الإيجابية بعد رمضان ليس بالأمر الصعب بل على العكس هو أسهل بأشواط. 
كل شخص يريد أن يفوز بكل شهر من أشهر السنة، وليس فقط في شهر رمضان عليه أن يجعل شهر الصوم نقطة ارتكاز ينطلق منها لحياة أفضل من كل النواحي. فكيف يمكن القيام بذلك؟ 

ذكر نفسك بما أنجزته 
خلال شهر رمضان ورغم الجوع والعطش والواجبات الدينية الكثيرة والواجبات الاجتماعية وحتى الحرمان من النوم تمكنت من أن تكون أفضل نسخة ممكنة عن نفسك. كنت صبوراً وملتزماً بتعاليم الله وقمت بكل الواجبات المطلوبة وساعدت غيرك وحافظت على الهدوء، وابتعدت عن المعاصي رغم أن ساعات الصيام الطويلة انهكتك بدنياً.
بعد رمضان وعودة مواعيد الوجبات إلى طبيعتها ونمط الحياة إلى روتينه المعتاد فأنت لن تختبر التعب وبالتالي القوة التي تملكها من المفترض أنها ستساعدك على القيام بأعمال مضاعفة عما كنت تقوم به في رمضان. الأمر بسيط للغاية، رغم تعبك خلال رمضان أنجزت الكثير، تخيل فقط ما الذي يمكنك إنجازه خارجه.
أهداف مهنية 
خلال شهر رمضان يضع الصائم مجموعة من الأهداف لنفسه وهي ختم القرآن، الالتزام بصلاة التراويح كل يوم، قراءة الأدعية، زيارة الأقارب، وغيرها الكثير. في المقابل يحدد الشخص المجالات التي يريد أن يصبح فيها أفضل، مثل زيادة معرفته حول هذه الجزئية أو تلك، أو التخلص من هذه العادة السلبية أو تلك. والمثير في الأمر أنها كلها يتم تحقيقها. 
المقاربة هذه وفي حال تم نقلها إلى الحياة المهنية فحينها ستجد نفسك تحقق نجاحات ساحقة. الصبر، التصميم، العزم، الرغبة بالتعلم وتقسيم الوقت بشكل مثالي كلها من المقاربات التي ستجعلك تقوم بعملك على أكمل وجهك، وبالتالي تحقق الأهداف المهنية التي وضعتها لنفسك واحدة تلو الأخرى. 
فهم آلية تكون العادات لاستفادة طويلة الأمد 
العادات مفيدة، فهي مقاربة فعالة من الدماغ كي يزيد من فعاليته. لشهر رمضان مجموعة من العادات الخاصة به، والتي نتأقلم بها بسرعة بالغة. وبالتالي ما ننفك نقوم بها من دون حتى التفكير بها. مثلاً بعد أذان المغرب أنت تقوم وبشكل تلقائي للصلاة، وبالتالي لا تحلل كثيراً متى وكيفية قيامك بالأمر، أنت تقوم بذلك ؛لأنه أصبح عادة. 
بشكل عام المرة الأولى التي تقوم بها بأي عمل كان تتطلب الكثير من التركيز والتفكير ولاحقاً يصبح الامر عادة.. وحين تستغل شهر رمضان لتعلم عادات صحية إيجابية جديدة فستجد نفسك تقوم بها بشكل تلقائي خارج هذا الشهر. 

أي قرارات اتخذتها في رمضان؟ 
التردد هو سبب فشل معظم الناس في مختلف مجالات حياتهم. في رمضان كنت وبشكل يومي تتخذ قرارات حاسمة.. أنت صائم، لن تغضب، لن تفسد صيامك من خلال تصرفات سيئة، ملتزم بتلاوة القرآن، تصلي التراويح، تساعد والدتك أو زوجتك في أعمال المنزل. كل هذه الأمور التي تبدو للبعض بسيطة هي قرارات تم حسمها والالتزام بها، وبالتالي لم يكن هناك أي تردد في أي منها. 
لقد قمت بذلك لثلاثين يوماً.. وعليه وفق خبراء النفس أنت أحدثت تغييرات جذرية في حياتك؛ لأنه وفق الدراسات التغيير يجب أن يتم تكراره بين ٦ إلى ٢١ مرة؛ كي يؤدي إلى تغييرات حقيقية وثابتة. 
بعد العيد وعندما تعود إلى حياتك السابقة التي قد تكون النقيض عن حياتك داخل رمضان، فأنت تقوم بذلك بقرار واضح وصريح. وفي الواقع لا يوجد اي مبرر لقيامك بذلك، فأنت تسير على الطريق الصحيح وحياتك تتجه نحو ما أفضل فلماذا قرار إفسادها؟ 

فرحة الشعور بالإنجاز.. سلاحك الدائم 
في حال كنت من النوع الذي يطالع المقالات التي تقدم نصائح حول طرق إحداث تغييرات جذرية في العادات أو النجاح في الحياة المهنية أو حتى التخلص من القلق والتوتر والاكتئاب لعلك قابلت نصيحة تتحدث عن إنجاز مهمة ما مهما كانت بسيطة؛ كي تختبر فرحة الإنجاز والرضا عن النفس. 
فرحة الإنجاز تختبرها كل يوم في رمضان، فحين تكمل نهار صومك أنت حققت إنجازاً، وعندما تلتزم بالصلاة والعبادات أنت حققت مجموعة من الإنجازات. والإنجاز الأكبر هو مع حلول يوم العيد حين تدرك أنك تمكنت من ضبط نفسك لثلاثين يوماً وقمت بكل واجباتك على أكمل وجه. الشعور جميل للغاية، وقد اختبرته الآن ويمكنك اختباره كل يوم من أيام حياتك. 
البشر عادة يتحمسون كثيراً لشيء ثم ما يلبثون أن تفقدوا حماستهم، ولهذا السبب نجد بعض الأشخاص يفشلون أو يستسلمون بشكل مبكر، ولكن رمضان علمك أن الإرادة والحماسة لا تخف بل تزيد كل يوم. هذا الدرس الهام للغاية يمكن استخدامه في كل يوم من أيام حياتك، وسيكون الحافز الذي يجعلك تتجاوز كل العراقيل، وكل العقبات مهما كان نوعها.

إرسال تعليق

0 تعليقات