About Me

header ads

القيادة الديمقراطية….والقيادة المتسلطة

القيادة الديمقراطية….والقيادة المتسلطة



لعل كلمة الديمقراطية اكثر كلمات القاموس السياسي استعمالا عند العراقيين اليوم ، ولربما يخفي الشعار اصداء متباينة من خلال الفهم الخاطىء للديمقراطية على انها انفلات، او تطاول، او تجاوز، او خرق للقوانين والانظمة ، او السيطرة الغير مشروعة في مختلف المجالات، واليوم بودي ان اسلط الضوء من خلال هذا العنوان على مفهوم القيادة الديمقراطية التي تترجم الديمقراطية بكل ماتحمله من مفاهيم وقيم ، وكذلك القيادة المتسلطة والتي تسمى (القيادة الاوتوقراطية ) والقيادة بأبسط مدلولاتها ووصفها بأنها القدرة على القيام بالاعمال التي تساعد الجماعة على تحقيق اهدافها ،والقيادة الديمقراطية الناجحة هي التي تعتمد الاسس الادارية العلمية والعلاقات الانسانية وهي ايضا قيادة متحركة تتصف بالمرونة وتتكيف مع الظروف المتغيرة الناتجة عن النمو  الاقتصادي والتغيير الاجتماعي ، والقيادة الديمقراطية تتركز حول الجماعة وعملها كفريق عمل واحد وفي نفس الوقت تحقق للفرد مجالا واسعا للأبتكار والتعبير عن نفسه كما تعتمد تلك القيادة توزيع السلطة والمسؤولية على جميع المسؤولين مع ايجاد الدافع للتعاون وهذا بدوره يجعل من الشخص القائد مشاورا ومشتركا مع اعضاء قيادته ليشكلوا وحدة متكاملة تشعر بالثقة والاطمئنان وتتمتع بروح معنوية عالية جدا. واما القيادة التسلطية (الاوتقراطية)فلها فلسفتها وساكيولوجيتها وهي تتسم بالسيطرة التامة الصارمة وعادة ما يمارس تلك السلطة الاستبدادية اولئك الذين يشعرون بداء العظمة والشك في سلوك الاخرين وتوقع المؤامرة منهم فيلجأون كقيادة الى اساليب استبدادية في ادارة شؤون الوزارة والمؤسسة والمديرية و الدولة وهم بذلك لايدركون انهم يثيرون القلق في نفوس الكوادر العاملة في كل المستويات وهذا بدوره يولد اجواء نفسية سلبية معبأة بالانفعالات.. ومن هنا تبدأ السلبيات وفي مثل هكذا اجواء يضطر المسؤلون العاملون الى التقرب خوفا وتملقا كما ينفر الاخرون منهم بشعورهم بالاعتزاز بأنفسهم وكرامتهم.. وهذا النوع من القيادات يدمر القدرات العقلية للمرؤسين ويقتل ايضا اي ابتكار من شأنه ان يخدم البلد و أبناءه.. وان قيادات من هذا النوع تجعل البلد متخبطا نتيجة تلك السياسات ومن هنا لابد ان نخرج بمحصلة على ان الفلسفة الجماعية للديمقراطية ابعد ماتكون عن القيادة المتسلطة كونها تعمل من اجل بناء المجتمع وسعادة ابناءه والعمل من اجلهم ومستقبلهم ومستقبل ابنائهم بعكس القيادة المتسلطة الاستبدادية فهي تعتمد استثارة الخوف والتهديد لأيجاد دوافع العمل وبهذا المختصر نتوجه الى الاخوة القراء على تقييم هذين النوعين من القيادات كي نكون اكثر قدرة على التثقيف في اختيار القيادة الديمقراطية لنفوت الفرصة على اولئك الذين يتاجرون بالديمقراطية ويسخرونها لغايات هدامة ولابد ان تكون الدعوة الى الديمقراطية مدوية جدا كونها ضرورة حياتية نحتاجها جميعا لنعيش بأمن وامان….
                                                     د.احمد العامري


إرسال تعليق

0 تعليقات