للكسالى فقط.. الطريق الأسهل لحياة سعيدة
يسعى كل إنسان إلى العيش الكريم والحياة الطيبة، وقد يكون على علم بالطرق توصله إلى ذلك؛ إلا أنه لا يتخذ حيالها التصرف الصحيح، وربما يكون على حق، فبعض هذه الأساليب صعبة التنفيذ، خصوصاً بالنسبة للأشخاص الكسالى أو الذين لا يملكون وقتاً كافياً.
يثبت العديد من الأبحاث، وكذلك الحس العام، أن الأشخاص الذين يعيشون حولك يؤثرون على سلوكك، ربما بنسبة أكثر مما تتخيل، أو حتى بنسبة لا يمكنك الاعتراف بها، ولكن الجزء المدهش في الأمر أنك لا تتأثر بأصدقائك فحسب، بل تتأثر كذلك بأصدقائهم وأصدقاء أصدقائهم؛ فإذا بدأ صديق صديقك في تعلم لغة أجنبية جديدة مثلاً، فقد يتأثر صديقك بهذا السلوك، وقد يقدم على دراسة لغة أجنبية هو الآخر، مما يؤثر بدوره على سلوكك أنت، وربما قد يكتفي صديقك بنقل تجربة صديقه إليك في أحد النقاشات بينكما، وبالطبع هذا مجرد مثال للتوضيح.
ومن هنا نستنتج أنك إذا قضيت وقتاً مع أناس مختلفين، فإن سلوكك العام سيتغير وفقاً لسلوكهم، وبالطبع أنت كذلك سيكون لك تأثير عليهم؛ لذلك يمكن الالتزام ببعض الإستراتيجيات التي تساعدك على تغيير نفسك إلى الأفضل، ومنها:
1- صاحب أشخاصاً تود أن تكون مثلهم
كما سبق، مجموعات الناس التي ترتبط بها تؤثر على حياتك ونمط شخصيتك، فإذا أردت أن تحصل على جسم رياضي، فالزم مصاحبة أشخاص يتمتعون بهذه الصفة، فهذا هو الطريق الأسهل والأنفع للتغيير، وهناك العديد من الأبحاث العلمية التي تثبت هذا الأمر.
2- صناعة الأصدقاء = صناعة السعادة
هل يرضيك أن تحصل على مكافأة بمقدار 10 آلاف دولار؟ ربما تهز رأسك الآن بالموافقة، نعم قد تستطيع شراء السعادة بالمال في بعض الأحيان وببعض الطرق، إلا أن أحد الأبحاث أثبت أن هذه الأموال لن تزيد من احتمالية أن تصبح سعيداً إلا بمقدار 2% فقط، أما إذا كنت محاطاً بأصدقاء سعداء، فإن ذلك يزيد من فرصك في السعادة بنسبة 15%، وحتى إذا أصبح صديق صديق صديقك سعيداً، فستزداد فرصتك في الحصول على السعادة بنسبة 6%.
أي أن سعادة أناس لم تقابلهم، وربما لن تقابلهم أبداً، تؤثر على حياتك ونمط عيشك أكثر من تأثير المال بثلاثة أضعاف، حيث إن سعادة صديق واحد من أصدقائك تزيد من احتمالية سعادتك بنسبة 9%، بينما تعاسته تقلل من نسبة سعادتك بنسبة 7%.
لذلك يصبح استغلال الوقت في بناء صداقات أفضل من استغلاله في كنز الأموال، فإذا قابلت أحد أصدقائك الذين يتمتعون بالسعادة، فاطلب منه أن يأتي معه صديق له في المرة القادمة؛ لتتعرف عليه.
3- عرّف أصدقاءك ببعضهم
قد لا يملك بعض أصدقائك كثيراً من الأصدقاء، وربما يصل بهم الحد إلى المعاناة من الوحدة، وبالطبع قد يؤثر هذا على سعادتك، وقد تبدو تضحي بسعادتك لحساب الآخرين، ولكن هناك حلاً لذلك، وهو مفيد لهم ولك على حد سواء، فبدلاً من مواساة صديقك الذي أشرف على الاكتئاب، حاول أن تعرّف أصدقاءك المتباعدين إلى بعضهم البعض، فبدلاً من أن تصاحب 10 أشخاص وتقابلهم بشكل فردي، يمكنك أن تعرفهم جميعاً على بعضهم البعض؛ لتتكوّن مجموعة كبيرة يكون الكل فيها مستفيداً، بمن فيهم أنت؛ فكون أصدقائك سعداء يزيد من فرصك في السعادة بنسبة 45%.
هذه بعض المجهودات البسيطة التي يمكن أن تبذلها من أجل تحسين مستوى حياتك، نفسياً واجتماعياً وحتى عملياً، وقد تؤدي إلى تغيير جذري في طريقة عيشك ونمط حياتك.
0 تعليقات